علاج التشتت عند الأطفال

علاج التشتت عند الأطفال – هو مصطلح عام يشير إلى صعوبة الطفل في التركيز على مهمة واحدة لفترات طويلة، والتبديل المستمر بين الأنشطة، وصعوبة الانتهاء من المهام الموكلة إليه. يمكن أن يكون هذا التشتت مؤقتًا ويرتبط بمرحلة نمو معينة، أو قد يكون جزءًا من اضطراب أكثر تعقيدًا مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

أسباب التشتت عند الأطفال:

لا يوجد سبب واحد محدد للتشتت عند الأطفال، بل هو غالبًا نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل، بما في ذلك:

  • العوامل الوراثية: هناك أدلة تشير إلى أن بعض الجينات قد تزيد من خطر الإصابة باضطرابات تشتت الانتباه.
  • اضطرابات الدماغ: قد يكون هناك اختلافات في بنية الدماغ أو وظائفه لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التركيز.
  • العوامل البيئية:
    • النظام الغذائي: بعض الدراسات تشير إلى أن نقص بعض العناصر الغذائية، مثل الحديد والزنك، قد يساهم في مشاكل التركيز.
    • السموم البيئية: التعرض للمواد الكيميائية والملوثات قد يؤثر على وظائف الدماغ.
    • الإجهاد: التوتر والضغط النفسي يمكن أن يزيدا من صعوبة التركيز.
    • قلة النوم: عدم الحصول على قسط كاف من النوم يؤثر سلبًا على قدرة الطفل على التركيز والتعلم.
  • اضطرابات أخرى: قد يكون التشتت عرضًا لبعض الاضطرابات الأخرى، مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب.
  • اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD): هو اضطراب عصبي يؤثر على قدرة الطفل على التركيز والانتباه، ويصاحبه غالباً سلوكيات مفرطة النشاط أو الاندفاع.
  • قلة النوم أو اضطراباته: النوم غير الكافي أو غير المريح يمكن أن يضعف التركيز ويزيد من تشتت الانتباه.
  • سوء التغذية: عدم حصول الطفل على التغذية المناسبة يمكن أن يؤثر على نشاطه الذهني والجسدي.
  • التوتر والقلق: قد يؤدي الضغط النفسي إلى صعوبة في التركيز، مما يؤدي إلى التشتت.
  • التكنولوجيا والإفراط في استخدام الأجهزة: يؤدي الاستخدام المفرط للشاشات إلى تقليل قدرة الأطفال على التركيز في الأنشطة الأخرى.

أعراض التشتت عند الأطفال:

  • صعوبة التركيز: يجد الطفل صعوبة في الانتباه لمدد طويلة أو إكمال المهام التي تتطلب التركيز.
  • الاندفاعية: يتصرف الطفل بشكل متسرع دون التفكير في العواقب.
  • فرط النشاط: يظهر الطفل نشاطًا زائدًا وصعوبة في الجلوس ساكناً.
  • نسيان الأشياء: ينسى الطفل المهام أو الأغراض بسهولة.
  • صعوبة في تنظيم الوقت: يجد صعوبة في إدارة وقته وتنظيم مهامه.
  • مشاكل في العلاقات الاجتماعية: قد يواجه صعوبة في تكوين صداقات والحفاظ عليها.

تشخيص التشتت

تشخيص التشتت عند الأطفال يتطلب تقييم شامل من قبل متخصص في طب الأطفال أو علم النفس، والذي قد يشمل:

  • تقييم سلوكي: مراقبة سلوك الطفل في بيئات مختلفة.
  • مقابلات مع الوالدين والمعلمين: للحصول على معلومات حول سلوك الطفل في المنزل والمدرسة.
  • فحوصات طبية: لاستبعاد أي أسباب طبية أخرى للتشتت.

علاج التشتت عند الأطفال

يعتمد علاج التشتت عند الأطفال على شدة الأعراض والعمر ووجود أي اضطرابات أخرى مصاحبة. قد يشمل العلاج:

  • العلاج السلوكي المعرفي: لمساعدة الطفل على تعلم مهارات جديدة للتعامل مع التشتت.
  • الأدوية: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
  • التدخلات التربوية: تعديل بيئة التعلم لتلبية احتياجات الطفل.
  • العلاج العائلي: لمساعدة الأسرة على التعامل مع التحديات التي يواجها الطفل.
  •  العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد العلاج السلوكي المعرفي الطفل على فهم كيفية إدارة التشتت والعمل على تقنيات تساعد في تحسين التركيز، مثل تحسين كيفية استجابته للمؤثرات المحيطة، وتعلم تنظيم الأفكار..
  •  التنظيم البيئي للطفل: تحسين بيئة الدراسة أو اللعب يساعد في تقليل التشتت. يُنصح بجعل بيئة الدراسة هادئة ومنظمة وخالية من المشتتات مثل الأجهزة الإلكترونية. كذلك، يمكن وضع الطفل في مكان بعيد عن الإزعاج أثناء أداء واجباته الدراسية.
  •  التدريب على التركيز والانتباه: توجد تمارين وأنشطة تساعد في تحسين تركيز الأطفال، مثل ألعاب الذاكرة وتمارين التركيز. يمكن استخدام ألعاب بسيطة تعتمد على الانتباه والتفكير، مثل الألغاز وألعاب الكلمات، لتحفيز العقل على العمل والتركيز.
  •  تقليل وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية: الحد من استخدام الشاشات له تأثير إيجابي على قدرة الطفل على التركيز. من المفيد تحديد وقت مخصص لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وتشجيع الطفل على الانخراط في أنشطة أخرى، مثل اللعب في الهواء الطلق أو ممارسة الرياضة.
  •  الأنشطة البدنية: ممارسة الرياضة بشكل منتظم تساعد على تفريغ الطاقة الزائدة وتعمل على تحسين التركيز والانتباه. التمارين الرياضية تساعد على إفراز المواد الكيميائية الطبيعية التي تحسن المزاج وتعزز التركيز.
  • التغذية الصحية: يلعب الغذاء دوراً مهماً في دعم الانتباه والتركيز. من الضروري أن يحصل الطفل على وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامينات “ب “، والأوميغا-3، والمغنيسيوم، التي تدعم النشاط الذهني.
  • التنظيم اليومي والروتين: وضع جدول يومي يساعد الطفل على تعلم التنظيم والانضباط، ويقلل من التشتت. يمكن وضع جدول مرئي يحتوي على الأوقات المخصصة للمهام المختلفة، مما يساعده على معرفة ما يجب عليه فعله في كل وقت.
  • تعزيز مهارات التنظيم الذاتي: يشمل ذلك تعليم الطفل مهارات أساسية مثل تحديد الأهداف القصيرة، وتجزئة المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة، وتحفيزه على الالتزام بجدول زمني. يمكن مكافأته عند تحقيق أهدافه لتحفيز التزامه.
  • التواصل مع المدرسة: التنسيق مع المعلمين مهم لضمان بيئة تعليمية داعمة ومشجعة للطفل. يمكن للمعلمين استخدام استراتيجيات تدعم التركيز، مثل وضع الطفل في مقعد قريب من المعلم أو استخدام تقنيات التعليم التفاعلي.
  • العلاج الدوائي (عند الحاجة): في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية لتحسين التركيز والانتباه، خاصة في حال كان الطفل يعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD). يجب أن يكون هذا العلاج تحت إشراف طبيب مختص.

نصائح للوالدين لدعم الطفل في تحسين التركيز

  • تشجيع الطفل وإعطاؤه الوقت الكافي لإنهاء المهام.
  • الابتعاد عن النقد المستمر وتقديم ملاحظات إيجابية تدعم الثقة بالنفس.
  • الاستماع للطفل والتفاعل معه للبحث عن طرق لتحفيزه وتشجيعه.
  • الصبر والاستمرارية: يحتاج تحسين التركيز إلى الوقت والصبر، فالتغييرات لن تحدث بين ليلة وضحاها.

علاج تشتت الانتباه عند الأطفال يعتمد على مزيج من العلاجات السلوكية والتنظيم البيئي، مع توفير الدعم العاطفي والصحي. من المهم اتباع نهج شامل يشمل العائلة والمدرسة، إلى جانب تهيئة بيئة ملائمة تساهم في تحسين قدرة الطفل على التركيز والانتباه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *